احذروا أدوية التخسيس

إننا نعيش في عصر يكثر فيه التركيز والإهتمام على الهيئة العامة والشكل الخارجي للأشخاص، وفي بعض المجتمعات المادية أصبح الشغل الشاغل هو تكوين جسم رشيق، وفي هذه المجتمعات تكثر حالات الإحباط النفسي عندما لا يتوافق المظهر الخارجي وتوقعات الشخص لنفسه، وكثيرا ما يحدث هذا في الأشخاص من ذوي البدانة، وقد يؤدي في البعض إلى الانعزال التام عن المجتمع بل والانتحار في بعض الحالات.

 

وقد يلجأ البعض إلى اتخاذ وسائل غير تقليدية للتخلص من الوزن الزائد مثل استعمال أدوية التخسيس بدون اذن الطبيب أو استشارته.

 

وللسمنة بالطبع أضرار جسيمة حيث تتزايد الأدلة العلمية التي تؤكد أن لزيادة الوزن تأثيراً سلبياً مباشراً على الصحة كارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكولسترول واحتمال الإصابة بمرض السكر وأمراض القلب وتسمم الكبد وحصوات المرارة وروماتيزم المفصل الغضروفي بالركبتين بل وزيادة نسبة الإصابة ببعض أنواع السرطان.

 

ولذلك فإننا ننصح جميع الأفراد ذوي البدانة بالبدء وبجدية في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتخفيف وزنهم بالطرق الطبيعية الصحية وهي فعالة في كثير من الأشخاص إذا أخذت بجدية ووعي وإدراك.

 

ومن هذه الوسائل، الرياضة المنتظمة وتحديد كمية ونوعية الطعام المتناولة يومياً، وننصح كذلك بالإستعانة بأخصائيي الغذاء، وهناك برامج للتخسيس تركز على الغذاء والرياضة والعوامل النفسية والتدريب على تقوية الإرادة وغيرها من الأساليب الطبيعية لمساعدة الشخص على تخفيف وزنه. وفي بعض الأحيان يضطر الطبيب المعالج في بعض الحالات المستعصية إلى استعمال أحد الأدوية المصرح بها من قبل إدارة الغذاء والأدوية لمساعدة المريض على التخلص من الوزن الزائد، وذلك بعد أن تفشل الوسائل الطبيعية مع وجود أمراض أخرى نتيجة ارتفاع الوزن مثل الإصابة بمرض السكر وارتفاع ضغط الدم وآلام المفاصل والركبتين والتي يتوقع أن تتحسن بتخفيف الوزن.

 

وفي السنوات القليلة الماضية، طالبت إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية بسحب العديد من هذه الأدوية من الأسواق وإيقاف إنتاجها نتيجة ظهور مضاعفات جديدة وخطيرة لاستعمالها، حيث أشارت التقارير الأولى إلى أنها قد تؤدي إلى تلف صمامات القلب وانسداد الشرايين والجلطات المفاجئة التي قد تؤدي إلى وفاة الأشخاص المتعاطين لها.

 

وعلى القارئ الكريم أن يدرك أن معظم إن لم تكن جميع أدوية التخسيس الموجودة في الأسواق لم تجر عليها دراسات كافية للتأكد من خلوها من المضاعفات بعيدة المدى، وأنه ليس من الصحي على أي حال، أن يفقد الشخص عشرات الكيلوجرامات في فترة زمنية وجيزة حيث إن الجسم يظن في هذه الحالة أن الشخص يمر بمرحلة تجويع فيقوم الجسم بأخذ احتياطيه في المستقبل بتكوين مخزون دهني، ولذلك فعندما ينجح البعض في فقد هذا الوزن بسرعة ثم يتوقفون عن عملية التخسيس، فإن الوزن غالبا ما يعود أعلى مما كان عليه.

 

إن طريقة التخسيس الصحيحة تتطلب التدرج والاستمرارية في فقد ما لا يزيد عن بضعة كيلوجرامات في الشهر الواحد ولفترة طويلة المدى، لكي يتأقلم الجسم مع التغيرات التي تطرأ نتيجة فقد الوزن.

 

.ولا يتم ذلك إلا بالعزيمة والإصرار واتباع أنماط الحياة والغذاء الصحية … وهو اختبار لصدق الإرادة وضبط النفس وقوة العزيمة