صوت الإنسان.. بين ذاكرة الماء وطاقة الشفاء

عندما نتأمل الكون من حولنا فإننا نجد أن كل ذرة في الكون تتذبذب بترددات مميزة وخاصة ومحددة، سواء كانت هذه الذرة جزءا من حديد أو ماء أو خلية أو أي شيء آخر، وبذلك فإن كل شيء في الكون في حالة ذبذبة مستمرة، فهذه حقيقة علمية لا خلاف عليها. إن الذرة تُشكِّل التركيبة والبنية الأساسية للكون، والخلية تشكل التركيبة والبنية الأساسية لأجسادنا، وكل خلية تتكون من بلايين الذرات، وكل ذرة تتكون من نواة بشحنة موجبة وإلكترونات بشحنات سالبة تدور حولها، ونتيجة هذا الدوران يتكون مجال كهرومغناطيسي مشابه للذي يتشكل حول محرك كهربائي.

 

إن السر الذي يجعل العقل يفكر، موجود في برنامج دقيق داخل كل خلية من خلايا الدماغ. هذا البرنامج يقوم بعمله بدقة كبيرة، وأي خلل بسيط في أداء واجبه وعمله، يؤدي إلى فقد التوازن واعتلال في جزء من أجزاء الجسم، وأفضل علاج وشفاء هو إعادة التوازن للجسم مرة أخرى. وقد اكتشف العلماء أن خلايا الجسم تتأثر بالذبذبات المختلفة وأهمها الصوت.

 

لكن، ما الصوت؟ يتكون الصوت من ذبذبات أو موجات أو ترددات تنتقل عبر الهواء بسرعة 340 مترا/ ثانية، ولكل صوت ذبذباته وتردداته الخاصة به، ويستطيع الإنسان التقاط ذبذبات وترددات تصل إلى 20،000 متر في الثانية الواحدة، تلتقط الأذن هذه الترددات وتحولها إلى إشارات كهربائية، ومن ثم تنتقل للدماغ لتتراسل خلايا الدماغ مع بعضها ويتم ترجمتها إلى لغة يفهمها الإنسان.

 

إن الدماغ يحلل إشارات ويعطي أوامره لأجزاء مختلفة من الجسم ليتفاعل مع هذه الإشارات، ومن هنا جاءت نظرية الصوت، إذ إن الصوت عبارة عن ذبذبات، وبما أن خلايا الجسم في حالة تذبذب مستمرة، فإن الصوت يؤثر في طريقة ذبذبة الخلايا، وهذا ما اكتشفه العلماء مؤخرا في جامعة واشنطن، حيث وجدوا أن عمل الدماغ ليس فقط لنقل المعلومات، وإنما كل خلية هي عبارة عن كمبيوتر صغير يعمل على تجميعها وتحليلها وإعطاء أوامره على مدار الساعة.

 

يقول الباحث في جامعة واشنطن الين كوفي أنه “لأول مرة ندرك أن العقل أو الدماغ لا يعمل ككمبيوتر كبير بل يحتوي على كمبيوترات صغيرة تعمل معا وتتعاون مع بعضها “نعم… كمبيوتر صغير في كل خلية، وهذه الكمبيوترات تتأثر بالذبذبات التي حولها، خاصة ذبذبات الصوت، وبذلك فإننا نستطيع القول إن الخلايا لكل جزء في الجسم تتذبذب بترددات معينة، وتكون نظاما معقدا ومتناسقا ويتأثر بأي صوت حوله.

 

وقد قام الدكتور ألفريد توماس بتجارب وأبحاث ودراسات على مدى خمسين عاما على حواس الإنسان، ليستنتج في النهاية أن حاسة السمع هي أهم حاسة من حواس الإنسان. إذ وجد أن الأذن تتحكم في كل الجسم، فهي تنظم عمليات الجسم الحيوية الهامة، وتنسق توازن الحركة، كما وجد أن الأذن هي التي تتحكم في الجهاز العصبي، فقد رصد أثناء التجارب والاختبارات أن أعصاب السمع مرتبطة ومتصلة بجميع عضلات الجسم، وهذا هو السبب في أن التوازن والمرونة وحاسة النظر تتأثر بالصوت، وأن الأذن الداخلية متصلة بجميع أجزاء الجسم من القلب والرئتين والكبد والمعدة والجهاز الهضمي “الأمعاء الدقيقة والغليظة”، وهذا هو السبب أيضا في أن ذبذبات الصوت تؤثر على الجسم كله.

 

في عام 1960، وجد العالم السويسري هانس جيني، أن الصوت يؤثر على المواد المختلفة ويعيد تشكيل جزيئاته، وأن كل خلية من خلايا الجسم لها ذبذباتها، وتتأثر بالأصوات، وتعيد تشكيل موادها الداخلية بناء على الصوت الذي يؤثر فيها. وفي عام 1974 حقق العالمان فابيان مامان، وستم هيمير اكتشافا مذهلا أظهر أن كل جزء من أجزاء الجسم له نظامه الخاص للذبذبات، وبعدها ببضع سنوات اكتشف العلمان فابيان وجريمال، أن الصوت يؤثر في الخلايا، خاصة الخلايا السرطانية، وأن هناك أصواتا لها تأثير قوي على الخلايا السرطانية، والشيء العجيب أن الباحثين وجدا أن الصوت الذي يحمل أقوى تأثير على خلايا الجسم هو صوت الإنسان نفسه… أي الحبال الصوتية.

 

يمكن تلخيص الجزء السابق في أن الصوت ينتقل من الأذن للدماغ ويؤثر في خلايا الدماغ، وقد اكتشف العلماء مؤخرا أن للصوت قوة شفائية عجيبة على خلايا الدماغ، ويعمل الصوت على إعادة توازن الجسم بشكل عام. إذ قام العالم فابيان بأخذ خلايا كريات الدم الحمراء لإنسان سليم وصحيح وعرّضها لأصوات مختلفة، فوجد أن كل نوتة موسيقية تؤثر على المجال الإلكترومغناطيسي المحيط بالخلية، وعند تصوير هذه الظاهرة وجد أن شكل وقيمة وقوة هذا المجال الإلكترومغناطيسي يتغير بناء على ذبذبات ونوع الصوت القارئ. وقد قام بتجربة أخرى، فجاء بقطرة دم من أحد المرضى وراقبها تحت المجهر وطلب من المريض أن يحدث نغمات مختلفة فوجد أن بعض النغمات تُغيّر المجال الكهرومغناطيسي ويتذبذب استجابة لصوت صاحبها، واستنتج أن هناك نغمات معينة تؤثر في خلايا الجسم وتجعلها أكثر حيوية ونشاطا وفعالية، بل وقادرة على تجديد الخلايا، وانتهى بالنتيجة الآتية: أن صوت الإنسان له تأثير قوي وفريد ومميز على خلايا الجسم، وهو تأثير غير موجود في أي من الآلات الموسيقية الأخرى بل بالحبال الصوتية.

 

يقول الباحث فابيان، إن صوت الإنسان يمتلك القدرة على حمل حلقة من الطاقة الروحية، مما يجعله أقوى وأنجح أداة لشفاء البشرية. بل ووجد فابيان أن بعض الأصوات تفجر الخلية السرطانية، بل وفي نفس الوقت تفعل وتنشط الخلايا السليمة. والصوت يؤثر في كريات الدم الحمراء، التي تنقل هذه الترددات لهذا الصوت إلى الجسم كله من خلال الدورة الدموية، ولكن هذا التأثير لا يقتصر على الخلايا، بل وعلى كل شيء حولنا، خاصة الماء. نعم… الماء! كيف لا وقد خلق الله الإنسان ونفخ فيه من روحه، وخلق الحياة وجعل الله بحكمته من مادة الماء كل شيء حي؟. مركب الماء الذي يتركب من ذرتي هيدروجين وذرة أكسجين فيها سر الحياة، وصدق الخالق سبحانه وتعالى عندما قال “وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ”.

 

وسنكمل معكم في مقال لاحق بعنوان “الماء.. إحياء وطاقة شفاء” قدرة الماء العجيبة على تخزين المعلومات وحمل طاقة الشفاء، والتفاعل العجيب البديع لماء زمزم مع آيات الله، والذي أثبتته الدراسات والأبحاث العلمية الحديثة، بل وتأثير الماء على الهالة المحيطة بالإنسان.

 

 لقراءة المقالة من صحيفة الوطن الرجاء الضغظ على الرابط أدناه :

http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleID=17260