من الذي قتل إبني ماجد؟

من الذي قتل إبني ماجد
قصة واقعية موثّقة الأحداث يرويها الدكتور وليد فتيحي على لسان والد ماجد

 

آثرت أن أروي هذه القصة الواقعية والمأساة الإنسانية على لسان والد الغريق ماجد دون زيادة أو نقصان … حيث تناولت الصحف متابعتها يوماً بيوم، وانتقلت القصة من مأساة إنسانية إلى قضية رأي عام وتحقيقات في قضية إهمال واضح وصريح.
 

يقول مدرك باسعيد والد الغريق ماجد ((مازلت أذكر يوم ولادة ابني البكر ماجد كأنها البارحة… فقد ولد ابني ولادة قيصرية في مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز … لم يولد ابني ماجد فقط ذلك اليوم وإنما وُلدت معه كل آمالنا وأحلامنا وتطلّعاتنا وطموحاتنا بعد سنين من الزواج. ومنذ أيامه الأولى ونحن مشغولون بماجد … فهو طفل نشط كثير الحركة والمرح والدعابة الذكية، سعيدٌ بطبعه وسجيّته التي خلقه الله عليها. متفوق دراسياً، لم يأتِنا يوماً بأقل من درجة إمتياز ولا أذكر يوماً أنه حصل على تقديرٍ أقل من 96% من المجموع الكلي … بل وقد استطاع في السنة الثالثة الإبتدائية أن يكون الأول ليس على فصله فحسب بل على مستوى المدرسة كلها بفصولها الأربعة … والعجيب في الأمر أنه لا يحتاج إلى ساعات طويلة من الدراسة فهو ذكيّ فطن يفهم من شرح المدرس … محبوب لدى زملائه وأصحابه بما حباه الله من شخصية جذّابة مرحة … يحب زملاءه كثيراً … ويتميّز بصفات قياديّة … فهو قائدٌ بين زملائه لما حباه الله من نشاط وتفوق عقلي وجسدي. لقد كان أملي وأمل والدته أن يذهب للجامعة، ويرفع رأسنا بما سيحققه ممّا لم نستطع نحن تحقيقة، لقد كان حلمنا وأملنا وطموحنا في الحياة.
 

يدرس ماجد وإخوانه في مدرسة هي من أعرق وأقدم مدارس جدة، ونحن نبذل كلّ ما أعطانا الله لتلبية جميع احتياجاته هو وإخوته في سبيل تعليمهم. فقد عوّدناهم على إجابة جميع طلباتهم مهما كانت. ولحكمة لله في الأمر أن أخاه حساماً البالغ من العمر اثني عشر عاماً كان جاءنا بورقة لرحلة مدرسية قبل أسبوع واحد فقط من غرق ماجد ولم نوافق له. وكان ماجد قد اتّصل عليّ وطلب منّي أن أحضر له لباساً للسّباحة … فلم أرتح للفكرة ولم آته به … وفي اليوم التّالي أخذ يذكرّني به ويلح حتّى اشتريته له. وتشاء الأقدار أن يكون مقاس اللباس صغيراً فطلب منّي أن أبدّله ولكنّي لم أستطع.
 

بعدها جاءنا ماجد بورقة لزيارة حديقة لا أذكر إسمها جيداً -قد تكون "حديقة شمس" أو ما شابه ذلك- ودفعت رسوم الرحلة 40 ريالاً، ولكنّي لم أكن أعلم بتغيير وجهة الرحلة إلى مدينة الملك فهد الساحلية ولم أوافق أنا أو والدته على ذهابه إليها خطياً، خاصة أننا ندرك بأن ماجداً لا يجيد السباحة! والواضح أن المدرسة لم تتحقق من طلبتها من يجيد السباحة ممن لا يستطيع … وفي حوالي الحادية عشرة صباحاً تلقيت مكالمة هاتفية من زملاء ماجد يعلمونني أن ماجداً قد غرق في مسبح مدينة الملك فهد الساحلية.
 

أسئلة كثيرة تجوب في ذهني ليل نهار وتقتلني!! إلى لحظتي هذه لا أعرف كيف غرق إبني ماجد!!! وهذا الجزء من القصة، والذي هو أهم جزء، لا أستطيع أن أرويه لكم بدقة لعدم وجود وضوح في ملابسات غرق إبني ماجد … فهو شاب صحيح الجسم والعقل، رياضيّ وقوي البنية، وهو محاط بأكثر من أربعين طالباً واثنين من المدرسين!!!
 

إحدى الروايات التي سمعناها وكأنها حُفّظت للطلبة أنهم جميعاً كانوا في المطعم أثناء غرق إبني ماجد، ولم يشاهده أحد وهو يغرق!!! هل يعقل ذلك؟ وكيف تُفَسّر الكدمات التي في وجهه؟ هل حدثت أثناء الإنقاذ؟ أو أنها نتاج شجار؟ اتضح لي بعد ذلك، وهذا ما أكّدته الصحف بناءً على تحقيقات الدفاع المدني، أنه وبعد اكتشاف ماجد غريقاً وانتشاله من المسبح على يد زملاءَ له، و قول زملائه أن المنقذ لم يكن متواجداً بل قيل أنه كان مشغولاًٍ بالجوّال … وإحدى الروايات التي قيلت لنا وتداولتها الصحف هو أن عدداً من الفتية نزلوا حوض السباحة وافتقدوه بعد دقائق .. وعندها تعالت صرخات الإستنجاد إلى منقذ المدينة الساحلية الذي كان مشغولاً بالتحدث بهاتفه طبقاً لمقولة بعض الطلبة وهذه هي الرواية الثانية … أما الرواية الأولى فهي أنهم جميعاً كانوا في المطعم أثناء غرق ماجد!!! فأين التحقيق؟ هل غرق إبني؟ أم أنه أُغرق؟… أين هي أقوال الشهود؟ أين أشرطة الفيديو التي تحتويها كاميرات المدينة للكشف عن كيفية غرق إبني ماجد؟ هل حُقّقَ مع كل طالب على حدة وتمّت مقارنة الأقوال والتأكد من صحتها؟!!!
 

أما المصيبة الكبرى بالنسبة لي فهي ما قاله الطلاب في أنّ المنقذ كان يتصرف ببرود قاتل … حتّى أنه لم ينزل حوض السّباحة! وعندها قام ثلاثة من أصدقاء ماجد بانتشال ماجد من قاع المسبح، وقام المنقذ بمدّ عصا طويلة تستخدم في تنظيف المسبح لجرّ جسد ماجد إلى طرف المسبح! وبعد إخراج ماجد من الماء ظلّ ينظر كالتائه الذي لا يعرف ما يجب فعله! عندها حمل الفتية زميلهم في حالة بالغة من السوء إلى غرفة الإسعافات الأولية في ذات المدينة الساحلية، والتي قام المسعف فيها بفحص ماجد بالسمّاعة ولم يقم بأي إجراء طبيّ للغريق بحجة تطور الحالة وحاجتها إلى العلاج والإسعاف … وقام الفتية أنفسهم بالإتصال على الهلال الأحمر من جوّالاتهم حتى وصلت سيّارة الإسعاف إلى المدينة السّاحلية.

وقد أكد العميد عبدالله جداوي مدير ادارة الدفاع المدني بجدة عقب التحقيقات التي قام بها الدفاع المدني وحسب ما نُشرَ في الصحف أن المنقذ في المدينة الساحلية من أصل شرق آسيوي مهنته حسب الإقامة (عامل) وهو غير مؤهل لهذه الوظيفة الحسّاسة! وكذلك فالمسعف أيضأً غير مؤهل ومهنته (فني كهربائي) وهو شرق آسيوي أيضاً.

علمت بعد ذلك أنه لم يتم القيام بأي إسعافات أولية لماجد من قِبل أي جهة الى أن وصل الى أقرب مستشفى متخصص بعد خمس وأربعين دقيقة من الحادث … وهناك بدأت الإسعافات واستقبل من قبل فريق طبي متكامل من أطباء الطوارئ، العناية المركزة، التخدير إلى جانب فريق الإنعاش القلبي الرئوي. وفي الحال أُخضع ماجد إلى عملية إنعاش قلب سريعة أعادت نبضه خلال أربع دقائق ولكنه ظل مفتقداً التنفس، وعلمتُ بعدها أن الدماغ قد مات نتيجة إنقطاع الأكسجين عن الدماغ لفترة تفوق الخمس وأربعين (45) دقيقة. وما زاد من حرقتي هو ما شرحه لي الأطبّاء من أنه قد كان بالإمكان تفادي تدهور الحالة وبهذه الصورة في حال إجراء عملية الإنعاش القلبي الرئوي (أو التنفس الإصطناعي عن طريق الفم) في فترة بين الخمس إلى عشرة دقائق من إنقاذ ماجد.

يا حسرتاه … أضاعوا على إبني ماجد فرصة الحياة… 45 دقيقة مرت من لحظة غرقه لوصوله للمستشفى ولم يقم أحد بأي إسعافات أولية!!! وما يزيد من حسرة أمه وحسرتي، وألمها وألمي موقف آخر، فعندما أحضروا ماجداً إلى المستشفى الخاص وكان مع الطلبة والأساتذة ومدير المدرسة المتوسطة طلب مكتب الدخول في الطوارئ من مدير المدرسة إبراز هويته والتوقيع عن المريض كإجراء قانوني حتى يتم تسجيل الطالب تحت إسمه كونه الشخص الذي أتى به وذلك حتى تتضح الأمور. ولكنّ مدير المدرسة رفض تحمّل أي مسؤولية وقال جملته التي ما زالت تدوي في آذان أم ماجد، قال المديرالأستاذ المربي "سجّلوه أنتم وأدخلوه، أو أرموه في الشارع!"
 

أيعقل أن تصدر مثل هذه العبارة من مدير مسؤول عن فلذات أكبادنا … يفترض به أن يكون قدوة ونموذجاً ومربيّاً للجيل؟ مازالت أم ماجد تعاتبني كيف سكتّ عن هذه الجملة المؤلمة القاسية ولم أرد لهذا المدير الصاع صاعين في وجهه!
 

بالله عليكم هل سُيلام هذا المدير من رؤسائه والوزارة لو أنه تحمّل مسؤولية إبني ماجد كما يتحمّل مسؤولية إبنه وفلذة كبده؟ وهل كان ليتردد لحظةً لو كان ماجد إبنه من لحمه ودمه في مسألة حياة أو موت؟ والمراقب هنا هو الله سبحانه وليس مسؤولاً مباشراً من البشر! بل والأمرّ والأدهى من ذلك أن المدير حاول أن ينقل للصحف قصة مغايرة للحقيقة ويدّعي عدم قبول المستشفى للحالة ولكنّه وجدني أنا وأم ماجد شاهدين للحق فانخذل وتراجع.
 

أليس التصرف الإنساني الأخلاقي الصحيح هو أن يتحمل المسؤولية كما يتحملها لإبنه بل وأكثر؟ وقد كان حاول أن ينقل ماجداً إلى مستشفى حكومي آخر وأن لا يوقع أي ورقة نظامية تفيد تحملّه أي مسؤولية … ولكنني وأم ماجد أصرّينا على عدم نقل ماجد لمكان آخر لعلمنا بمستوى الرعاية في هذه المستشفى، وعندها أذعن. وبفضل الله جاءت الموافقة في اليوم التالي بالتزام وزارة الصحة بسداد نفقات علاج إبني ماجد كاملة ولهم في ذلك الشكر.
 

ومنذ ذلك اليوم لم نَرَ هذا المدير، ولم يسأل عن إبني ماجد ولم يعده في المستشفى! أي رسالة تلك التي يرسلها لنا؟! وأي مشاعر إنسانية؟ وأين التّربية التي نضعها دائماً قبل التعليم! اليوم أجلس هنا بجوار ابني ماجد وهو في غيبوبته في العناية المركزة وحيداً ليس لي مؤنس ولا نصير الاّ الله سبحانه وتعالى … أرفع يديّ إليه وأستغيث به أن يعينني على الصبر بعد أن ثبت تقدير الأطباء أن ماجداً قد توفي دماغياً بسبب مكوثه داخل الماء لفترة طويلة وتأخّر إجراءات الإسعافات الأولية حتى وصوله للمستشفى بعد أكثر من 45 دقيقة مما أدى إلى عطب الدماغ وموته.
 

من الذي قتل إبني ماجداً؟؟؟ ولم تُركِت هنا وحيداً؟ من سيساعدني في الأخذ بحق ابني؟))* انتهى كلام والد ماجد، كانت آخر جملة سمعتها من والد ماجد هي "من سيساعدني في الأخذ بحق إبني؟" ووالله ما إذ قال هذه الجملة إلا وكأنني أسمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يدوّي في أذني ويتكرر "إنما تنصرون بضعفائكم … إنما تنصرون بضعفائكم … إنما تنصرون بضعفائكم". وقلت في نفسي لوكان ماجد أو أبو ماجدٍ من أهل المال أو الجاه أو السّلطان أوَ تُِرك هكذا دون إجابات؟ وحيداً لا يدري ما يفعل؟ أم لتَسَابَقَ إليه القريب والبعيد من أهل المال والجاه والسّلطان كل يخطب ودّه، وينافس الآخر بحق ابنه؟ وهل روح أقل قدراً عند الله من روحٍ أخرى؟ أم أن تلك الأرواح البريئة الضعيفة هي أثقل في ميزان الله لضعفها وحاجتها وإفتقارها لأسباب النصرة والأخذ بحقها؟ أليس إهدار نفسٍ واحدةٍ مؤمنة أكبر عند الله من هدم الكعبة كما أكد لنا رسول الله في حديثه عندما نظر للكعبة وقال "ما أجملك ولكن حرمة دم المسلم أكبر عند الله من حرمتك".
 

من الذي قتل ماجداً؟.. هل قتله ضعف المنهج الدراسي والتعليم الإبتدائي والإعدادي الذي تكثر فيه المناهج والمواد النظرية وليس فيه مادة تعلم الاسعافات الأولية ومن يرد علي ويدعي غير ذلك فالدليل امام عينيه… واحد وأربعون طالباً ومدرّسان لم يحاول أي منهم القيام بأي إسعافات أولية..
 

* بينما كانت تُقرَأ هذه الكلمات لأول مرة على مسامع أبي ماجد في غرفة ماجد بالعناية المركّزة، وعند وصول القارئ إلى هذه النقطة، سلّم ماجد روحه إلى بارئها .. وطلب والد ماجد إكمال القصّة حتى نهايتها قبل أن يقوم من مجلسه.
 

كتَبتُ قبل عقدين من الزمن مقالاً عن قصة قرأتها في أمريكا لطفلين في الثامنة والتاسعة من العمر استطاعا إنقاذ جدتهما بالإسعافات الأولية التي دُرّسُوها في المدرسة. في المقابل … فقد ألقيت محاضرة قبل شهر واحد في الغرفة التجارية بجدة لمجموعة من طلبة الثانوية من مدارس مختلفة حضرها مئات الطلبة … فسألت الطّلبة في المحاضرة عن من يعرف كيف يقوم بالإسعافات الأولية؟ فلم يرفع أحد يده من الطّلبة أو المدرسين!!! يا حسرة على أمة محمد .. وهل هناك شيء أقوم وأثمن أن يتعلمه أبناؤنا الطّلبة من إحياء النفس؟ قال تعالى "ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعاً".
 

إن دورة الاسعافات الأولية تستغرق أربع ساعات فقط … لِمَ لا يأمر وزير التعليم غداً بأن لا يخرّج طالب أو طالبة من المرحلة الإعدادية والثانوية هذا العام دون النجاح في شهادة الإسعافات الأولية؟ أما آن الأوان لقرار مثل هذا؟ أمّا إن فعل فإنّه سيجدنا جميعاً في القطاع الصحي الخاص والحكومي جنوداً له في تغطية كل مدارس المملكة خلال عام واحد.
 

هل الذي قتل ماجداً هو الإستهتار والإهمال وعدم وجود أبسط قواعد السلامة، ومنها عدم تواجد عدد كافٍ من المدرسين برفقة الطلبة في رحلاتهم؟ هذا الذي أكّدت عليه تحقيقات الدفاع المدني وأوضحها العميد عبدالله جداوي مدير إدارة الدفاع المدني بجدة، حيث أفاد بوجود إثنين من المدرسين لواحدٍ وأربعين طالباً، وهذا غير مقبول ومخالف لأبسط مبادئ السلامة، وهو ما يحدث كثيراً على حد قول العميد من وجود عدد كبير من الطلاب أثناء الرحلات المدرسية مقارنة بعدد المدرسين.
 

هل الذي قتل ماجداً عدم وجود أبسط قواعد السّلامة في المدينة الرّياضية السّاحلية من عدم وجود منقذ ومسعف مؤهلين ومتواجدين طوال الوقت؟
 

هل الذي قتل ماجداً هو الإهمال في التأكد من مقدرة الطّلبة على السباحة قبل دخولهم للمسبح، والحصول على موافقة خطيّة من ولي أمر الطالب تفيد وتؤكد قدرته على السباحة، ووضع ترتيبات وتدبيرات واحتياطات إضافية خاصة للطلبة الذين لا يجيدون السباحة؟ أم أن الذي قتل ماجداً هي السَّلبية التي تبعت كل من مات قبل ماجد خلال الأعوام الماضية؟ وآخرهم وفاة الطفل محمد الحكمي قبل شهرين في مركز تجاري وترفيهي في جنوب محافظة جدة تحت عجلات أحد الألعاب … نعم تكتب الصحف ويِنذِرُ المسؤولون بأن هناك عقوبات صارمة ستتخذ ولكن الواقع يقول غير ذلك.
 

لا نريد في كل مرة كبش فداء نذبحه ظناً منا أن في إراقة دمّ هذا الكبش تبرئة لساحتنا وإرضاء لضمائرنا، ولنبرّرلأنفسنا أننا مجتمع مثاليٌّ صالح! وإنما نريد من كل حادث وخطأ وتقصير أن يحدث تغييراً جذرياً وقرارات حاسمة تنظر للخطأ والحادثة والقضية من مِنظار حاجتنا لوضع نُظُمٍ جديدة ومعايير سلامة أفضل … قرارت حكيمة حازمة واعية تشعرنا بأن أرواح هؤلاء لم تذهب هدراً وإنما ثمن غالٍ لتجربة قيّمة يعود نفعها على المجتمع قاطبة ويُمنَع بها حدوث حوادث مشابهة في المستقبل. بذلك تكون نافذةً تُفتح لنا للتعرف على وجه الخطأ والتقصير في النظام وتصحيحه. فكبش الفداء ودمّه لا يفيدان المجتمع شيئاً .. ومنع جميع الرحلات المدرسية هو حيلة العاجز، وفيها حرمان للطلبة من نشاط له فوائد كبيرة.
 

إنني أتمنى … بل أتطلع … بل أناشد وزارة التربية والتعليم أن تبادر فوراً بتطبيق منهج الإسعافات الأولية في المدارس، وتشاركنا عبر الصحف القرارت التي اتخذتها حتى لا يتكرر الذي حدث هنا مستقبلاً لطلبة آخرين مرة أخرى بعد عام أو عامين، وقبل ذلك بماجدٍ آخر مات بطريقة مشابهة للبحث عن كبش فداء جديد … وما أكثر ما يحدث ذلك في مجتمعاتنا.
 

أثناء محاولتي لاستقصاء الحقائق … وحرصاً منّي على توثيق المعلومات من مصادرها، فقد تحدّثت شخصيّاً مع اللواء علي الغامدي مدير شرطة جدّة والعميد عبدالله جداوي مدير ادارة الدفاع المدني بجدة، كما كان الدكتور سامي باداود مدير الشؤون الصحية بجدة يتابع تطور الحالة بشكل مستمر. لقد رأيت من الجميع في القيادة العليا التّجاوب المنتظر والمتوقع، وهذا أملنا فيهم جميعاً لمعرفتنا بهم وبحرصهم على القيام بواجبهم لصحة وأمن وسلامة أبناء المجتمع. وعلمي ومعرفتي الشّخصية بمن يقود وزارة التّربية والتعليم حالياً، وتوجّه الوزارة تحت قيادته يشعرني بالثّقة والتّفاؤل بأن ما أناشد به سيكون حقيقة على وجه الواقع في فترة وجيزة إن شاء الله.
 

د. وليد أحمد فتيحي
طبيب استشاري، ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للمركز الطبي الدولي
فاكس: 96626509659+
okazreaders@imc.med.sa
في الطائرة إلى الولايات المتحدة في 20 إبريل 2010م

 

* إيماناً منّا بأن التغيير في المجتمع يأتي بالقول الذي يصدّقه العمل، سيقوم مستشفى المركز الطبي الدولي من خلال برنامجه للتوعية والتثقيف الصحي بتقديم دورة الإسعافات الأوّلية في موقعه بمدينة جدة مجاناً لجميع الرّاغبين بذلك، وندعو جميع المنشآت التعليمية والصحيّة والجمعيّات إلى الحذو بخطوات مشابهة لنشر ثقافة الإسعافات الأولية.

للمزيد من المعلومات الإتصال على: 650-9000، تحويلة: 6867 أو تفضلوا بزيارة المجموعة على موقع

"ومن أحياها فكأنما أحيا النّاس جميعاً" المائدة: 32